تقع مدينة حمص(حمص القديمة) على بعد 162 كم
شمال دمشق عند تقاطع الممر الطبيعي
الشمالي الجنوبي و طريق الدخول من الصحراء السورية الى القسم الساحلي و يتم
هذا التقاطع عبر سلسلة الجبال الساحلية المعروفة باسم فجوة حمص. كما يحدد حدود هذه
المدينة نهر العاصي . تعتبر حمص اليوم نقطة هامة لشبكات السكك الحديدية ضمن سوريا و مركزا اساسيا
لكثير من الصناعات.
تاريخ المدينة: يعود تاريخها إلى عام 2300 قبل الميلاد وكانت
تسمى في عهد الرومان باسم اميسا ولها تاريخ عريق، وتسمى أيضاً
مدينة خالد بن الوليد . لعبت حمص دوراً هاماً في التاريخ الروماني، حيث أصبحت بمثابة عاصمة لسوريا في عهد أسرة سيفيريوس ،وقد عرفت أيضا بالأسرة السامية أو السورية
أو الحمصية، حيث انحدر جل أفرادها من حمص، عدا مؤسسها الامبراطور
سيبتيموس سيفيروس الذي تزوج من الحمصية جوليا دومنا ابنة الكاهن
الاعظم لإله الشمس في حمص، وقد أنجبت جوليا دومنا ابنين هما كركلا و غيتا . انتهى عهد هذه
الأسرة مع آخر أباطرتها الكسندر سيفيروس
. ويعرف من حمص أيضا الفيلسوف الحمصي
لونجينوس مستشار الملكة زنوبيا والطبيب الشهير مارليان. تحتوي مدينة حمص على عدة مواقع أثرية حيث شيّدت في حمص
أبنية دينية كثيرة منمساجد ومقامات في مراحل العصور والحضارات
القديمة وفي العصر الإسلامي، كما شيدت فيها كنائس ومعابد خلال العهود القديمة والإسلامية
الوسيطة المتأخرة أهمها: - الجامع النوري الكبير: كان هيكلاً للشمس ثم حوله القيصر ثيودوسيوس إلى كنيسة ثم حول المسلمون نصفه إبّان الفتح
العربي إلى جامع وبقي النصف الآخر كنيسة للمسيحيين، لاحقاً وبنتيجة تهدم هذا المسجد
بالزلزال في أيام نور الدين زنكي أعاد بناءه عام 1129 م على شكله الحالي حيث قام بشراء الأرض وضمها لأرض
المسجد الجامع. - كنيسة أم الزنار: تعتبر كنيسة «أم الزنار» إحدى أهم معالم
مدينة حمص الأثرية وأقدمها فهي أشهر كنائس
السريان الأرثوذكس الواقعة في حي بستان الديوان بأحد شوارع وأزقة حمص القديمة ولا يمكن للسائح أن يزور حمص دون أن
يعرِّج عليها. وأول ما شيدت كانت صغيرة بسيطة
بشكل قبو تحت الأرض في القرن الأول الميلادي ويقوم
البناء الحالي فوق كنيسة أثرية قديمة يعتقد أنها تعود للعصر البيزنطي ويتألف البهو فيها من مستطيل، وسقف الكنيسة
عبارة عن قبة متطاولة تنتهي بمسطح ويعتمد السقف
على ستة عقود وأخرى من الدعائم. ويعود سبب التسمية إلى زنار
السيدة مريم العذراء المكتشف فيها في أواسط الخمسينيات
من القرن الماضي حيث عثر أثناء تصفُّح إحدى المخطوطات في نيسان عام 1953على جلد بعدة أوراق كُدِّس بعضها فوق بعض،
وبعد فتح هذه الأوراق وجد أنها مجموعة مخطوطات
تتألف من 46 رسالة مدونة بالكرشونية والعربية وهي تعود
إلى عام 1852م موجهة من أهالي أبرشية حمص إلى أبناء أبرشية ماردين، وحين هدم الكنيسة لتجديدها وجدوا زنار السيدة العذراء
موضوعاً ضمن وعاء مائدة التقديس في المذبح
ولدى الكشف عن المائدة المقدسة وجد رقيم حجري كُتب
عليه بالكرشوني أيضاً يرجع بناء الكنيسة إلى عام 59 وجددت عام 1852 م وكان تحت الرقيم جرن حجري قديم مغطى بصفيحة نحاسية
مدورة تتفتت لقدمها وكان الزنار الشريف في
الجرن وقد لف بعناية - جامع خالد بن الوليد هو
جامع ومسجد خالد بن الوليد الواقع في مدينة حمص بسوريا ويقع في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة حمص
الواقعة على نهر العاصي.
ويضم الجامع ضريح القائد العربي
الصحابي خالد بن الوليد الملقب بسيف الله المسلول، المتوفى في حمص سنة 641م. يعود بناء
جامع خالد بن الوليد إلى القرن 7 هجري (القرن: 13 ميلادي)، والبناء الحالي إلى العهد العثماني في القرن 19 الميلادي أيام السلطان عبد الحميد الثاني. حيث أقيم المسجد الجامع على أنقاض المسجد القديم الذي كان قائمًا في نفس
المكان في مدينة حمص ومبني وفق الطراز المملوكي أيام السلطان
الظاهر بيبرس في القرن
السابع الهجري. ويتميز الجامع الحالي ببناء على الطراز
العثماني المتصف بالتناوب بين اللونين الأبيض والأسود
في حجارته ممزوجًا بطراز سوري جميل |