مملكة تدمر وقد كانت من أهم الممالك العربية القديمة
التي ازدهرت بشكل خاص عهد ملكتها زنوبيا تبعد 235 كيلو متر شمال مدينة دمشق ،
وكانت حضارتها تنافس حضارة الامبراطورية الرومانية القديمة. كانت مدينة تدمر محطة تجارية في غاية الأهمية
بينأسيا واوروبا حيث تقع تدمر بين نهر الفرات والبحر الابيض المتوسط ازدهرت مملكة تدمر في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد، وكانت تحمل طابع المدنالاغريقية والرومانية بأبنيتها الملكية ومساكن الإدارة وطراز
الأبنية العامة والخاصة والتي تتميز بالفخامة فقد كانت المدينة اغني المدن وأكثرها
ثراء وعظمة، فيها الكثير من الآثار. وتنتشر آثار تدمر على بقعة واسعة
الأرض من البوابات وأقواس النصر والشارع المستقيم، وأثار معابد كثيرة على
امتداد الموقع. كانت مدينة تدمر الأثرية عاصمة مملكة تدمر من
أجمل المدن وأكثرها تطورا بمبانيها الفخمة وشوارعها وتنظيمها وتعد العاصمة
التجارية وواحدة من أهم المدن التجارية وأكثرها ازدهارا. كانت القوافل الواردة
إليها والمنطلقة منها لاتتوقف ليل نهار، وكان لتجارة تدمر المراتب العليا
بين التجار والقوة في التاريخ القديم. وآثارها تدعو للتأمل والدهشة والفخر
بعظمتها وضخامتها، وتدمر من أهم المدن والممالك التجارية لها معاملاتها مع
كافة الحضارات المعاصرة لها في الشرق والغرب. وكانت مراسلات تجار تدمر
ومكاتباتهم التجارية تتم باللغة الآرامية اللهجةالتدمرية) لتعاملاتهم وتجارتهم مع الشرق، وباللغة
الرسمية باللاتينية في تعاملاتهم
مع الغرب في زمن الرومان. وأيضا
كان يمر منها طريق الحرير
التاريخي من بلاد ماوراء النهرين انذاك إلى افريقيا والجزيرة كما كانت من أولى الممالك
التي كانت تتسم بالتسامح الديني حيث عثرت البعثات الأثرية على الكنائس وأيضا الكنس
اليهودي كما عثرت على معابد لمعبدي النار والشمس والخمر حيث يوجد في متحفها
للان تمثال زاخوس
اله الخمر وعشتار آلهة الخير وبل حامي المدينة اله الشمس. و قد احتلها خالد بن الوليد 634 و لكن
دورها كان بسيطا في الفترة الإسلامية أهم المواقع التي يمكن زيارتها في تدمر: 1- معبد بعلشمين: على مسافة من يمين الطريق
المستقيم، يوجد معبد بعلشمين، وقد وصفه التدمريون بسيد السماء وإله الخصب والنماء
والنبع وبعلشمين إله فينيقي يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، سماه اليونان
زيوس. بناه مالي بن يرحاي وهو
الذي نظم الاستقبال لهادريان عام 129م. وهناك نص على العمود الثاني من رواق المعبد يؤرخ
بناءه بعام 130م. شُيد هذا المعبد فوق آخر أقدم منه يعود إلى
بداية القرن الأول، وقد بُني على مراحل. ابتدأ العمل فيه عام 17م وبُنيت فيه غرفة
المائدة وبعض الأروقة ومدفن عميق. وهناك كتابة يونانية وُجدت على رف عمود رُمم
به الرواق الغربي تعود إلى 257م، وانتهى البناء في عهد ملك
تدمر . وبُني الهيكل عام 130م بعد زيارة الإمبراطور هادريان.
أمام المعبد يوجد المذبح وعليه كتابة آرامية ويونانية من عام 115م. تعود إلى
المعبد الأقدم وتكرسه لإله السموات في عام 32م. 2- معبد
بعل: يقع في نهاية الشارع المستقيم على الطرف الايمن و يعتبر هذا المعبد اكثر
الابنية الدينية التي اقيمت في القرن الاول بعد الميلاد في الشرق الاوسط و الذي
بقي محافظا على حاله. و قد تم بناء هذا المعبد على مراحل متعددة. 3- معبد
نبو:ويقع على
يسار الشارع المستقيم. وهو إله بابلي واسمه نبو بن بل-مردوخ سيد السماء. إله
التنبؤ والحكمة وهو من أكثر الآلهة البابليين شعبية في سوريا. وهو أبولو لدى الرومان اليونان. وكان كاتب وأمين سر الإله بل الذي
كان يضع أقدار الناس. وكان اسم نبو يُكتب إلى جانب اسم بل على الدعوات
الفخارية للمآدب الدينية لأنه كان محبوباً. بدأ بناء المعبد خلال الربع الأخير من القرن
الأول الميلادي. وتوسّع وتطوّر حتى نهاية القرن الثاني الميلادي، وبداية الثالث. وأسهمت
في بنائه عائلة إيلابل صاحبة المدفن البرجي الشهير. والهيكل مبني على قاعدة، طوله 20م وعرضه 9م.
حوله 32 من الأعمدة الكورنثية. أمام الهيكل درج عريض يقود إلى مدخل جميل فيه عمودان
ورواق أعمدته كورنثية. والرواق
الشمالي أزيل لبناء رواق ضخم في الوسط يعود إلى القرن الثاني الميلادي. في صدر الحرم محراب لتمثال الرب.
وقربه يوجد درج يقود إلى وسط الهيكل كما في معبد بل. 4- معسكرديوكلتيان: يغطي المعسكر القسم الامامي
للمعبد المخصص للدفن و قد تم تأسيسه في القرن الثاني.و على بعد 300 كم و يقوم المعسكر فوق الحي الغربي بكامله بما فيه
القصر الملكي. أقيم المعسكر من قبل الإمبراطورين ديوقلسيان ومكسيميان والقيصرين
قسطنطين ومكسيمنان في عهد هيروقليس. 5- الحمامات:لها مدخل تتقدمه أربعة أعمدة غرانيتية، أقسامه (البارد
والدافىء والحار) إضافة إلى قاعة مثمّنة الشكل تتوسطها فسقية مثمنة لترطيب
الجو، ويلحق بها باحة للرياضة والاجتماعات أبعادها 22×20م ذات أروقة،
تبلغ مساحة الحمامات 85×51م. 6- الشارع المستقيم (الطويل):يمتد من المدخل الرئيسي لمعبد بل إلى بوابة دمشق، ويتألف
من أربعة أقسام، يمتد الأول منها من بوابة المعبد حتى القوس، وهو ذو طابع
ديني لقربه من المعبد الكبير. والثاني يمتد بين القوس والمصلّبة
"التترابيل". والثالث يمتد بين المصلبة وهيكل الموتى. والرابع ممتد حتى بوابة
دمشق 7-
الاغورة:يتألف من باحة مربعة مغلقة لها أحد عشر مدخلاً لتسهيل
حركة الدخول والخروج، وبقايا منصة تستخدم للخطابة 8-المصلبة(التيترابيل):وهي مفترق الطريقين الرئيسيين في المدينة، تتألف من
مصطبة تحمل أربعة قواعد يعلوها أعمدة من الغرانيت بينها تمثال فوق قاعدة، وفوق
الأعمدة تيجان كورنثية وسقوف وأفاريز مزخرفة. 9- مجلس الشيوخ: بناء
مستطيل بداخله إيوان كالحنية له مدرّج على شكل نعل حصان. قد يكون هذا المجلس
للتجار أو مركزاً لشيخ السوق. 10- متحف التقاليد الشعبية في تدمر:يركن هذا المتحف في المنطقة الأثرية
في الجهة الشمالية لمعبد بل الشهير ومن
الجهة الشرقية للبوابة المسماة بقوس النصر ويطل المبنى على
واحة النخيل من الجهة الشرقية ويركن في جواره من
الجهة
الشمالية مقر الهلال الأحمر العربي السوري بتدمر .
افتتح هذا المتحف في السابع من نيسان عام 1992. شيد هذا البناء في الربع الأخير من
القرن التاسع
عشر زمن الاحتلال العثماني كمقر عسكري (سرايا) ثم كسجن إبان
الاحتلال
الفرنسي. أهمل البناء لفترة طويلة من الزمن إلى أن باشرت المديرية العامة للآثار والمتاحف بترميم هذا البناء ما بين /1983- 1992/
وتم توظيفه كمتحف للتقاليد الشعبية
بتدمر وعرضت فيه جوانب من الثقافة الشعبية
المتعلقة
بسكان تدمر والبادية المحيطة بها. 11-المسرح
الروماني:على يسار
الشارع المستقيم، بني المدرج في النصف الأول من القرن الثاني الميلادي، بينما شيدت المنصة في أواخر القرن
الثاني وأوائل القرن الثالث. وكان مدفوناً تحت الرمل حتى عام 1950 ثم نُقب ورُمم عام
1952. بني
بالحجارة الكلسية على شكل نصف دائرة، له مدرج بقي منه 13 صفاً. ارتفاع
الواحد منها 37سم وعرضه 60سم.
توجد في المسرح فسحة الأوركسترا وهي مبلطة بالحجارة. للأوركسترا ثلاثة بوابات: الشرقية
والغربية على الجانبين عبر ممرين معقودين، أما البوابة الجنوبية فمستطيلة وهي
لإدخال الحيوانات المفترسة للمصارعة. للمسرح مدخل نصف بيضوي
بدلاً من نصف دائري كما هي العادة . عند
البوابة الشمالية
الغربية للمسرح توجد محلات لبيع الطعام والشراب، لها لافتات حجرية
عليها كتابات يونانية تعلن عن
بضاعتها. 12- وادي
القبور:المدافن
البرجية: وهي أقدم المدافن وتعود إلى العهد الهيلنستي. آخرها كان في عام 128م. وقد استعملت هذه
القبور حتى القرن الثالث. هي أقدم
المدافن، ومعظمها يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد. كانت بسيطة
وفي بداية القرن الأول الميلادي
بدأت العناية بها فصارت تزخرف من الداخل والخارج. وعادة ما تكون مربعة الشكل مبنية
فوق مصطبة لها أدراج. والمدافن البرجية لا وجود لها إلا
في تدمر وحلبية التي كانت ميناء تدمر النهري. وهي تصميم تدمري
محض يلائم مناخ تلك المنطقة وأذواق سكانها. وأفضل النماذج للمدافن البرجية الباقية
هي: إيلابل، يمليكو، وكيتوت في وادي القبور، غرب مدينة تدمر. إضافة
إلى حوالي 150 من القبور الأخرى. مدفن
عتنتان : عبارة عن بناء بسيط لا زخرف فيه، يتألف من 6 طوابق، وله باب صغير، وسّع في عام 229م بإضافة بناء
إلى الشمال. كرس لشخصية تدمرية مهمة اسمه مقاي. نُقش رسمه على ظهر بلاطة القبر،
وهو بين خادمين، أحدهما يمسك له حصانه، والآخر يمسك له قوسه. مدفن
ايلابل :من أشهر
وأكبر المدافن البرجية، جيد الحفظ، يعطي فكرة واضحة عن هذه المدافن، ويعود إلى عام 103م. وكان ملكاً
لأخوة أربعة هم: إيلابل وشاكي ومعني ومقيمو. وهم أولاد وهب اللات بن معني. وكان لهذه
الأسرة شأن في ازدهار المدينة وبنائها. يتألف المدفن من أربعة طبقات،
مدخله من الجهة الجنوبية. القبو فيه قبور أرضية ومدخله من جهة الشمال. كان باب
المدفن البرجي حجرياً فوقه حجر الأساس، نُقشت عليه كتابات باليونانية والتدمرية، تُشير إلى اسم العائلة
التي تملكه وتاريخ بنائه وفوق الحجر توجد شرفة. وهذا المدفن كان للاستثمار التجاري
يتسع لـ 300 ميتاً. ويؤجر القبر فيه لمدة معينة. على طرفي كل جدار في القاعة الأرضية، يوجد معازب مستطيلة. كل واحد فيه
تسعة رفوف لعشرة قبور. كان الميت بعد معالجته حسب الطقوس،
يُلّف بالحرير، ويُدخل في المعزب. ورأسه عند الفتحة، ثم يُغلق القبر
بتمثال نصفي له وعليه اسمه. مدفن
كيتوت:بُني عام 40 أو 50م، ارتفاعه 10م. نُقشت في
محرابه وليمة جنائزية في الجهة الشرقية، وهو من أوائل القبور في تدمر التي تأثرت
بالأسلوب الفارسي البارثي القاسي، وأصبح هذا الأسلوب ألطف بعد تأثره بالهندسة
الرومانية. قبر
لامليكو:ويقع على منحدر تلة أم بلقيس جنوب وادي الملوك.
بُني عام 83م. وهو قبر عائلي ومن أوائل القبور التي بُنيت. رُمم بين عامي 1973
و1976. فيه أعمدة كورنثية وله إفريز جميل، بقي منه 3 طوابق، ويحتوي على
200 قبر. وهو من أهم المدافن بعد مدفن إيلابل. المدافن
الارضية:وتعود إلى
ما بين 81 و251م ولها مثيل لدى الفينيقيين و في وادي النيل. مدافن تضم كل من
الأرضية والبرجية، وكان الميت يدفن تحت الأرض ثم تؤخذ بقاياه إلى المدفن البرجي. أشهرها مدفن يرحاي الذي نُقل وأعيد بناؤه في متحف
دمشق. مدافن
الاخوة الثلاث:الإخوة هم:
ملا وسعدي ونعمين. وهو من منتصف القرن الثاني (160م). وبقي قيد
الاستعمال حتى عام 259م ورُمم
عام 1947. وهو مدفن نصف تجاري للتأجير لمدة معينة، ويستوعب 390 ميتاً. وُجدت فيه كتابات
تُشير إلى التنازل عن أجزاء من المدفن لقاء مبلغ معين. وهذا ما كان يحصل كثيراً في
القرن الثالث أثناء أزمة تدمر الاقتصادية. اكتشفه صدفة فلاح كان
يحمل حجارة لبناء بيته. وبدأت عمليات التنقيب فيه منذ عام 1931، وكان اللصوص قد نهبوه ولم يبقَ فيه
إلا العظام ومخلفات بسيطة. ولم يُعثر على أية مومياء في القبور الأرضية. درجه من الحجر، والباب مؤلف من درفتين تزنان 3 طن. فوق المدخل كتابات
تدمرية، تشير إلى أسماء أصحابه،
وإلى أنه قبر تجاري. بُني في العام السلوقي 333 مخططه على شكل (T) مقلوبة، جدرانه مطلية بالجص، في أجنحته
الثلاثة يوجد
65 من المعازب، في كل واحد خمسة رفوف أي ستة مدافن. مقابل المدخل يوجد
فريسكو (أي رسم على الجص)، من
القرن 3م، يعود إلى مدرسة مملكة ماري الفنية التي انتقلت إلى دورا أوروبوس ثم إلى تدمر ومنها إلى أوروبا. القوس مزين بأغصان نباتية.
والعضادتان على الجانبين مغطاة بأغصان الكرمة. واللوحات تمثل أُسطورة أَخيلْ
البطل الإغريقي، وهو رمز الروح المسجونة بالجسد الذي يُعيد الموت لها حريتها
ويُتيح لها الخلود، لأن الروح خالدة، والجسد فان، وهو رمز النفس التي ترتدي
ثوباً مستعاراً وهي على قيد الحياة وتنتزعه عند الموت. كان أخيلْ منيعاً
على الموت إلا إذا أُصيب بكاحله، حسب نبوءة عرّافة دِلْفي. لذا اختبأ بين
بنات الملك ليكوميد وتنكر بزي بنات الملك، عند بداية أحداث طروادة. ولكن
حينما سمع نداء الحرب ورأى أوليس مسلحاً، ترك مخبأه وانطلق إلى الحرب حاملاً
سلاحه للقتال. وفي حصار طروادة أُصيب بسهم في كاحله فقُتل.
ويبدو في اللوحة المرسومة في المدفن وهو بلباس الفتيات بين بنات ليكوميد ملك
سكيروس، ويبدو أوليس وهو بكامل سلاحه ينظر إلى أخيل |