حماه إحدى مدن الجمهورية العربية السورية  وهي مدينة قديمة لقبت بمدينة أبي الفداء يرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد.وتعتبر من أقدم مدينة في العالم كما مدينة دمشق أقدم عاصمة ومدينة في التاريخ، وكانت حماة مملكة من الممالك السورية في العصور القديمة، تعتبر من المدن الكنعانية، سيطر عليها الاراميون ووقعت تحت نفوذ الحيثيون فترة من الزمن وفي عام 1700 قبل الميلاد. تكررت الحروب بين الممالك السورية الحيثية والفراعنة ونشبت حرب عظيمة في شمال سوريا واسيا الصغرى استمرت لمدة 15 سنة قتل في أثنائها ملك الحيثيين وخلفه أخوه كيتا وتم عقد صلح أخيرا بين الحيثين والمصريين.

   كما قامت إحدى القبائل الارامية بتأسيس مملكة حماة الآرامية وشملت مناطق واسعة فوصلت حدودها الشمالية إلى سراقب والجنوبية إلى منابع نهر العاصي، أما حدودها الغربية فكانت حتى الجبال الساحلية التي كانت حزءا منها. واجهت ممكلة حماة الاشوريين الذين نجحوا بالقضاء عليها في عهد سرجون الثانيٍ 722- 705 ق.م. كما ورد ذكر مملكة حماة في التناخ حيث تحدث عن عداء بين مملكة حماة ومملكة أرام صوبة

   كان الفتح الإسلامي لحماة بعد أن استطاع الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح -- فتح حمص فجعل عليها الصحابي عبادة بن الصامت -- ثم فتح الرستن ثم جاء إلى حماة فتلقاه أهلها مذعنين عام 18هـ فصالحهم على الجزية في رؤوسهم والخراج على أرضهم وأقام في حماة مدة واتخذ كنيستها العظمى جامعا ثم رحل إلى شيزر بالقرب من حماة فصالحه أهلها على ما صالحه عليه أهل حماة ومن ذلك الحين دخلت حماة في الدولة الإسلامية هي وتوابعها من البلدات والقرى. ظلت حماة تابعة للخلفاء الراشدين حتى دخلت في حكم الأمويين وأصبحت إحدى المدن الهامة في عهد الدولة الأموية.

 

 

أهم اثارها:

النواعير:

ومن هذه الأوابد الأثرية يمكن أن نذكر النواعير القائمة على نهر العاصي وسط سوريا والتي تعد أكبر سواقي في العالم وأقدمها في التاريخ وهي نواعير حماة التي ما زال العديد منها يدور على نهر العاصي ليشكل لوحة فنية اخاذة مميزة، جمال وضخامة وتفرد هذة النواعير جعل المؤرخين يطلقون على مدينة حماة اسم مدينة النواعير بالإضافة لاسمها الآخر وهو مدينة أبي الفداء نسبة لاحد ملوكها قديمآ. و توجد في حماه 17 ناعورة و أفضل مثال على هذه النواعير ناعورة معمورية التي يعود تاريخها الى عام 1453 (العهد المملوكي).

 

  المتحف:

أحد المتاحف السورية الهامة أنشئ المتحف عام 1956 ومقره قصر أسعد باشا العظم الذي بني عام 1740  و يعتمد متحف حماة في اقتناء معروضاته على الحفريات التي تقام في المناطق الأثرية التابعة لمحافظة حماة وحمص , ويحوي مجموعة من الآثار المختلفة التي تعاقبت على وادي العاصي منذ العصر الحثي حتى العصر الإسلامي.

 

 

الجامع النوري:

 يقع الجامع النوري في مدينة حماة ما بين حي الكيلانية من الشرق والشمال وحي بستان السعادة من الغرب مطلاً على الضفّة الشرقيّة لنهر العاصي في محلة باب الناعورة على يسار النهر، بناه نور الدين  زنكي مكان دير تاريخي قديم اسمه دير قزما . بناه السلطان نور الدين محمود الزنكي عام 558هـ 1162م فعمره يزيد عن 9 قرون وهو أهم آبدة معمارية من العهد الزنكي كان له باب شاهق من الجهة الغربية لكنه هدم وآخر من الجهة الشمالية ما زال قائما وتحته كتابة تؤرخ بناءه بخط جميل وحروف ضخمة محفورة حفرا بتاريخ 558هـ. وقد بنى نور الدين بجوار جامعه بيمارستان (مشفى) عام 559هـ 1164م يتكون من ساحة سماوية تتوسطها بركة مثمنة الشكل تحيط بها عدة غرف للمرضى .

 

الخانات:

 هناك خانان من العهد العثماني يمكننا مشاهدتهم في حماه. ان خان بستان باشا الذي بني عام 1556 له فناء كبير و أروقة مقنطرة في الجهات الاربعة للمسجد المركزي. كما ان الواجهة الضخمة لخان اسعد باشا (الذي بني عام 1738) تشبه مثيلتها في خان بستان باشا و كلتاهما تم ترميمها من قبل وزارة السياحة.